متورطان في العشرية السوداء ومتهمان بـ"التآمر".. تبون يكرم الجنرالين نزار وتوفيق صاحبَي السمعة الأسوأ لدى الجزائريين
كرم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مجموعة القادة العسكريين والأمنيين السابقين تزامنا مع الذكرى الستين لاستقلال البلاد، وبشكل مفاجئ لمن عايشوا مآسي العشرية السوداء، وكذا الذين شاركوا في الحراك الشعبي لسنة 2019، تقدم لائحةَ المكرمين الجنرالات خالد نزار ومحمد الأمين مدين الشهير بـ"توفيق"، واللذان كانا منتابعان قضائيا خلال الفترة الانتقالية التي أدارها عمليا رئيس أركان الجيش الراحل، أحمد قايد صالح.
ورغم وضعهم الصحي المتدهور نتيجة تقدمهم في السن الذي غيبهم عن الحفل، أصر تبون على تكريم الجنرال نزار البالغ من العمر 84 عاما، والذي يعد المتهم الأول بالتورط في جرائم العشرية السوداء ضد المدنيين عندما كان وزيرا للدفاع خلال الفترة ما بين 1990 و1993، ثم عضوا في المجلس الأعلى للدولة والمتحكم الفعلي فيه، إلى جانب الجنرال توفيق المدير السابق لجهاز المخابرات الذي بقي في منصبه طيلة 25 عاما ما بين 1990 و2015.
وأتت هذه الخطوة كنوع من "رد الاعتبار" للقريبين من رئيس أركان الجيش الحالي ونائب وزير الدفاع، السعيد شنقريحة، وهي العملية التي انطلقت مباشرة بعد وفاة خلفه قايد صالح أياما بعد تنصيب تبون رئيسا أواخر سنة 2019، حيث بدأت الاتهامات التي كانت تلاحق العديد من قادة الجيش السابقين، والتي أدت بالجنرال توفيق إلى السجن وبالجنرال نزار إلى الفرار خارج البلاد، بالسقوط تواليا، لدرجة أن معارضين جزائريين أصبحوا يتحدثون عن شبهة "اغتيال" رئيس الأركان السابق.
ويحدث ذلك بعد أشهر قليلة من قرر القضاء السويسري متابعة نزار أمام المحكمة الجنائية الفدرالية بسبب "وقائع خطيرة للغاية تشكل تواطؤًا في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وخاصة عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، ومُمارسات تعذيب وعمليات اختفاء قسري" خلال فترة العشرية السوداء، علما أنه كان قد عاد للجزائري من منفاه القسري في إسبانيا أواخر سنة 2020 بعد إسقاط حكم قضائي ضده بـ20 عاما نافذة، وصدور مذكرة اعتقال دولية في حقه بقرار من المحكمة العسكرية في البليدة، نتيجة اتهامه بالمساس بسلطة الجيش والتآمر على سلطة الدولة وتبيض الأموال.
وعلى عكس نزار الذي استطاع على الدوام الإفلات من السجن، فإن توفيق الملقب بـ"صانع الرؤساء" الذي اتهم أيضا بالمساس بسلطة الجيش والتآمر على سلطة الدولة، اقتيد إلى السجن وإلى المحاكمة بالفعل بعد أن اعتقل في ماي من سنة 2019، وحُكم عليه بالسجن 15 عاما رفقة الجنرال القوي الآخر عثمان البشير طرطاق الذي كان مديرا للأمن الداخلي بجهاز المخابرات، لكنهما مع حصلا على صك البراءة في بداية سنة 2021.